تكاد بعض الأخبار تصبح مادة خاصة بالبالغين فقط، يمنع أن يطّلع عليها الأطفال كي لا تشوّه ذائقتهم أو أخلاقهم، أو تسبب لهم كوابيس تحرمهم من النوم الهانئ والحياة الهادئة.
ولو أن هذه الأخبار تستورد من الخارج، لكان وجب على السلطات المختصة أن تدمغها بتلك الدمغة الخاصة بالمواد الإعلامية المخصصة للكبار، أو أن تفعل ما هو أفضل، بأن تمنعها من الدخول أصلاً إلى الأراضي اللبنانية كونها تهدد السلم الأهلي وميثاق العيش المشترك والتقاليد الوطنية والأخلاق العامة.
ولكن المشكلة أن هذه الأخبار هي صناعة وطنية، أو لنكن أكثر دقة، هي "تجميع داخلي" في حين أن مكوّناتها و"قطع الغيار" الخاصة بها مستوردة من الخارج، وعبر "الحقيبة الدبلوماسية".
ولعلّ سوء حظ اللبنانيين وضعهم أمام قَدَر الاستماع إلى هذه التصريحات وهم متسمّرون أمام شاشات التلفزة، يتابعون آخر أخبار القصف والقنص والضرب والحرق والاغتيال والاختطاف وفرض الخوّات على المعابر الحدودية، وتشكيل فرق الموت ومجموعات الزعرنة وعصابات الأحياء للـ"الدفاع عن الكرامة المهدورة".
وإذا حاول المواطن أن يقفز عن تصريح من هذا النوع إلى محطة أخرى، فإنه سيجد من يصطاده بشبكة أخرى من التصريحات التي لا تقلّ "إثارة" أو تأثيراً بما يفرض وضعها بعيداً تماماً عن متناول الأطفال وصغار السن.
قد لا تكون مشكلة التصريحات كامنة فقط في ألفاظها، وإنما سوءُها قد ينبع من قائليها، وهم الذين لا يمكن أن يمرّ الواحد على سيرتهم من دون أن يضع أصابعه على أنفه ليسدّه من الرائحة النفاذة، ويديه على أذنيه كي لا يسمع أصوات الضحايا وصرخات المعذّبين القابعين في تاريخهم الأسود. أما عيناه، فإن لون الدم الناضح من أيدي هؤلاء لن يترك لهم فرصة للإقفال على مشاهد الخير والجمال التي يتميز بها بلدنا.
لو كان يمكن إخفاء بعض الأصوات حتى لا نُفضح بين الأمم.
لو لم تفرض علينا الأقدار أن نستمع إلى تصريح سمير جعجع الأخير.
محمود ريا
ولو أن هذه الأخبار تستورد من الخارج، لكان وجب على السلطات المختصة أن تدمغها بتلك الدمغة الخاصة بالمواد الإعلامية المخصصة للكبار، أو أن تفعل ما هو أفضل، بأن تمنعها من الدخول أصلاً إلى الأراضي اللبنانية كونها تهدد السلم الأهلي وميثاق العيش المشترك والتقاليد الوطنية والأخلاق العامة.
ولكن المشكلة أن هذه الأخبار هي صناعة وطنية، أو لنكن أكثر دقة، هي "تجميع داخلي" في حين أن مكوّناتها و"قطع الغيار" الخاصة بها مستوردة من الخارج، وعبر "الحقيبة الدبلوماسية".
ولعلّ سوء حظ اللبنانيين وضعهم أمام قَدَر الاستماع إلى هذه التصريحات وهم متسمّرون أمام شاشات التلفزة، يتابعون آخر أخبار القصف والقنص والضرب والحرق والاغتيال والاختطاف وفرض الخوّات على المعابر الحدودية، وتشكيل فرق الموت ومجموعات الزعرنة وعصابات الأحياء للـ"الدفاع عن الكرامة المهدورة".
وإذا حاول المواطن أن يقفز عن تصريح من هذا النوع إلى محطة أخرى، فإنه سيجد من يصطاده بشبكة أخرى من التصريحات التي لا تقلّ "إثارة" أو تأثيراً بما يفرض وضعها بعيداً تماماً عن متناول الأطفال وصغار السن.
قد لا تكون مشكلة التصريحات كامنة فقط في ألفاظها، وإنما سوءُها قد ينبع من قائليها، وهم الذين لا يمكن أن يمرّ الواحد على سيرتهم من دون أن يضع أصابعه على أنفه ليسدّه من الرائحة النفاذة، ويديه على أذنيه كي لا يسمع أصوات الضحايا وصرخات المعذّبين القابعين في تاريخهم الأسود. أما عيناه، فإن لون الدم الناضح من أيدي هؤلاء لن يترك لهم فرصة للإقفال على مشاهد الخير والجمال التي يتميز بها بلدنا.
لو كان يمكن إخفاء بعض الأصوات حتى لا نُفضح بين الأمم.
لو لم تفرض علينا الأقدار أن نستمع إلى تصريح سمير جعجع الأخير.
محمود ريا